الشرير الغبي هو نوع من المخلوقات التي تعيش بيننا.. تأكل مثلنا..تتسوق مثلنا.. تتكاثر للأسف مثلنا.. و لكن لا تتحدث أو تتصرف مثلنا نحن معشر بني (الإنسان). فهم لا يعرفون المنطق.. أو الأدب.. أو الذوق في التصرفات. هذه المخلوقات تتمتع بأنانية مطلقة .. تطفح نفوسهم حقدا و حسدا.. و تخطط عقولهم للشر ولكن بغباء لا مثيل له
الشرير الذكي يلقي الرعب في قلب من أمامه لفترة تعتمد في مدتها على قوة نفسية الضحية. أما الشرير الغبي فلا يثير سوى موجة حادة من التهكم و الازدراء في قلب من أمامه. فهو غبي في تخطيطه و تنفيذه. هو يفتقد الى التخطيط الخلاق الذي يربك الأذكياء. ذو خطط فقيرة لا ترمي أبعد من أنفه ، فهو لا يملك الهدف الكبير والعظيم الذي قد يخلده في كتب التاريخ الأسود. هو تافه لدرجة أن شره لا يكون أكبر من متعة لحظية لإيذاء من أمامه لإرضاء نفسه الدنية و الصغيرة و التي تخاف من كل عالمٍ و عاقل ذي نفس نقية. هو يجعلنا نتمنى في لحظة فتحه لفمه الملوث لو إنه كان ذبابة نسحقها بجريد الأمس الملطخة بمرق الغداء البائت. هو لا يُهاب إنما يُشفق عليه.. في البداية. لكن في النهاية.. تذاكيه و تماديه في خططه الشريرة الغبية و المكشوفة يدفع العاقل إلى قول أو فعل ما قد يندم عليه عقله المتزن. و أحيانا يآثر هذا العاقل الا يقول شيئا فيندم على عدم تلقين ذلك المخلوق المتذاكي درسا لا ينساه
بحكم عملي في وزارتنا المعطاء لسنوات لا يستهان بعددها فقد شهدت في كثير من المواقف على الشر الذي تجلى أمامي بأبهى درجات تخلفه. و لسنوات نجحت في أغلب المواقف على حجم غضبي و الخروج بكل رشاقة من قلب الحدث. و لكن أعترف أنني في أحيان أخرى أخرجت النمرة الصغيرة التي في داخلي لأعلم الغبي المتذاكي أو الغبية المتذاكية درساً في حسن السير و السلوك... أو هكذا ظننت
أظن أن الطريقة المثلى لمعاملة هؤلاء هي عدم الاكتراث. يقول البليغ الامام علي بن ابي طالب: ما خاطبت عالماً إلا و غلبته، و ما خاطبت جاهلا إلا و غلبني (نهج البلاغة). فهذا النوع موجود منذ الأزل، و بإعطائه الاهتمام بالرد عليه و مناقشته و إفهامه لن نزيده إلا إيمانا بمقدرته الفذة على اخراس العاقل الذي يصون كرامته و رقي نفسه بصمته. و للأسف هناك جهلاء يرون الظاهر و يعتقدون أن القوي دائما من له الكلمة الأخيرة "قولاً". و هكذا يتكاثرون. شرير غبي يجمع جهلاء حوله .. يدربهم .. يأخذونه مثلا أعلى.. يصبحون عصبة أشرار تظن نفسها الأقوى... ثم و كما نقول في هذا البلد "نبتلش فيهم".اا
هذه المخلوقات لا تتعلم و لا تستحي و النقاش معها عقيم و يزيدهم قوة كما شرحت! و لأننا في الوزارة اتخذنا مبدأ النقاش و المنطق لم نستطع الفوز عليهم. و لو اننا منذ البداية عاملناهم كاللّا شيء الذي هم عليه، لما التفت اليهم احد و لما التف الجهلاء حولهم و لما غلبت كثرتهم عقلانيتنا. لقد كثروا و نخروا هيكلنا الوزاري و أصبحوا المتحكمين بمصيرنا على حسب اهوائهم. يخططون بشر و ينفذون بغباء مكشوف و نحن الضحية. المستفيد فقط هو من يمجدهم و يمجد عقولهم الفارغة. فإما أن تبيع عقلك في هذه الوزاره و معه تذهب كرامتك، و إما أن تنفذ بجلدك من هذه البيئة الفاسدة
ملاحظة أخيرة
حسبي الله عليكم كثرتوا و خربتوا الديرة
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
Japan , April , 2013
وإذا جئنا إلى الغاب ، وغطانا الشجر
فاقطفي ما شئت من عشب، وزهر, وثمر
أرضعته الشمس بالضوء , وغذاه القمر
وارتوى من قطرات الطل، في وقت السحر
فاقطفي ما شئت من عشب، وزهر, وثمر
أرضعته الشمس بالضوء , وغذاه القمر
وارتوى من قطرات الطل، في وقت السحر
-أبو القاسم الشابي-
ملاحظة أخرى
سأختم من الآن فصاعدا كل مقال أكتبه بصورة صورتها في لحظة شعرت فيها بسعادة قصوى
No comments:
Post a Comment