Saturday, August 7, 2010

و بعد طول غياب

و بعد طول غياب.. نعود اليكم!(هذا اذا كان في أحد يطمش على المدونة غير زييكو)! لم يكن هنالك سبب وجيه للتوقف عن الكتابة و التي كانت متنفسي المنطقي المريح في هذا المجتمع الضيق الافق. الا ان أحد أصدقائي القدامى ترك لي رسالة يمازحني فيها بخصوص موضوع التوقف عن التدوين و لكنه لفت انتباهي الى أمر مهم. نعم، صحيح أنه قد مضى عام تقريباً على آخر بوست ، لكن مالذي حدث خلال هذا العام؟ جلست أتذكر ما كانت الاحلام.. ما كانت الخطط.. مالذي انجزته.. مالذي تكاسلت عن انجازه.. مالجديد.. و مالقديم الذي أعاد نفسه..

ببساطة ما فعلته هو انني تركت نفسي تنجرف وراء تيار اجتماعي ضعيف.. لبست المايوه الاسلامي الذي حددوه و رميت نفسي في دوامة الفراغ العقلي! و بالاشارة الى المايوه الاسلامي لا أقصد الاشارة الي زي ديني و لا الى الدين ذاته! انما القصد هو تحديد كل شي من قبل المجتمع و اتباعنا له و ان كان غير منطقي و لا ديني! فلا يوجد شيء يسمى بالمايوه الاسلامى و لا بالمايوه الغربي .. هنالك مايوه واحد.. عباره عن لباس لاصق بالجسد سواء كان فوق الركبة ام تحت الركبة.. قطعة او قطعتين!! و لكن كعادة مجتمعنا الفذ فقد اجمع و قرر ان الشكل الاجتماعي يتطلب مايوه اسلامي عند السباحة.. مع ان اللبس الضيق الذي يبرز و يحدد مفاتن الجسد محرم و مكروه! و هكذا تتكرر القرارات الاجتماعية الغير منطقية في مختلف المجالات.. مثلا في الزواج يجب مراعاة المذهب، و الاصل (من جهة الام و الاب)، ثم المال.. ثم المال.. ثم المال.. ثم الشكل (عيل عيالي يطلعون جياكر) ثم الاخلاق! حدود و شكليات غير منطقية.. غير صحية.. غير دينية.. و احيانا غير اخلاقية! المايوه و الزواج مجرد مثالين بسيطين على تلوث العقلية الاجتماعية في هذا الزمن.

الغرض من المقدمة الغريبة هو انني أصبت بلوثة أغرب في عقلي خلال العام الماضي! نسيت طموحي و آرائي و وضعت عقلي في خزانة ملابسي في قسم الملابس التي لم أعد أرتديها! و سرت في بساتين مجتمعنا برأس مرفوعة فارغة! اتبع ببلاهة و بابتسامة جذابة بقية القطيع.

في البداية، ابتدأ الموضوع بجرح في القلب ..و ما أسهل أن تقلب حياة إنسان يبحث عن أمل و حياة جديدة ليداوي فيها جرحه. و كلما كان الجرح أكبر كلما كانت مهمة من يحاول تجنيدك اجتماعيا أنجح! كل ما يتطلبه الأمر لحظة تتساءل فيها.. مالذي حدث.. و كيف حدث لي ذلك.. لتجد بعدها من يطرق باب أذنيك بجملة مألوفة: ذلك لأنك لم تتبعي الأصول! همم... كانت جملة فعالة في لحظة شككت فيها بفكري و نفسي و أنا التي طالما سرت في اتجاه معكوس. و بعدها رضخت.. (و سمعت الكلام).. و اتبعت الأصول.. و قررت أن أحصل على لقب امتياز و ربما على نجمة ذهبية الى جانب اسمي في السجل الاجتماعي!

مضت الايام.. و الاسابيع.. و بعدها الشهور.. حتى أتى يوم عادي لا يحمل في طياته اي جديد.. غير أن عقلي قد استفاق فيه بقدرة إلهية.. و صرخ بأعلى قوته: أنا هنا! نعم، صحيح أنه من الجميل الحصول على ذلك الاطار الاجتماعي الكامل، و تلك النجمة الذهبية البراقة! إلا أنه من المريع و المخزي أن تفعل ما لا يريده عقلك و لا تقبله نفسك.

لقد نسيت نفسي و أصبحت جاهلة بما يسعدني، لكن على دراية تامة بكل ما يرضي من حولي. احتجت الى شهرين لأستطيع تحديد طريقي من جديد و إن كان الطريق لا يزال غير واضح! شهرين لأسأل نفسي مالذي أريده.. مالذي أحب أن أفعله.. و كيف أحب أن أعيش ما تبقى من عمري الذي لا أدري إن كان قصيرا أم مديدا!

ربما كانت الحياة أبسط و أقصر من أن تجمدها في إطار واحد! لا أظن أنه من العيب أن تتبع خطى عقلك و تفعل ما يريح نفسك و إن كان شيئا غريبا او جديدا. ان لم يكن ما تفعله ضارا لاحد.. فلم الخوف من فعله. ان كانت الامور التافهة التي تجلب السعادة لقلبك مستطاعة.. فلم لا تفعلها ان كانت لا تؤذي أحدا. و قد يتساؤل البعض (منو ماسكك؟ او شنو ماسكك؟ كل واحد يسوي اللي يبيه!).. ما يردعني.. او ما كان يمنعني سلاسل خفية تتمثل في حاجب مرفوع و محادثات جانبية تهدف الى تنغيص حياتك!

قد يجد البعض كلامي مبهما.. قد يسئ البعض فهمه.. و قد يجد البعض في المعنى العام شيئا خاص ينطبق عليه! أنا فقط احتجت أن أتنفس.. فعدت الى متنفسي لافضفض عن نفسي ببضع كلمات قد تعني القليل او الكثير لمن يقرؤها



P.S.:
Thanks Zeecu

10 comments:

الطارق said...

في البداية أهلا وسهلا بعودتك للتدوين ، هذه العودة التي تفرحني كما يفرحني دخول أي زميل أو زميله على خط التدوين والكتابة لإيماني بأننا بخواطرنا وأفكارنا وهمومنا وآمالنا نسجل عبر التدوين تاريخنا كما سجل بناة الأهرامات والحضارات القديمة تاريخم وحياتهم إن صح التشبيه .

كان ما سبق دافعي الأول للتعليق على موضوع عودتك ، أما فيما يتعلق بصلب الموضوع فأود أن أقول الآتي :

خيرا فعلتي في عودتك لقرارك الخاص وما يمليه عليك قلبك وعقلك لا ما يمليه محيطك ، وهنا لا أدعوا لمخاصمة المحيط والمجتمع بل أدعو للبحث عن حالة الانسجام بين شخصيتك وبين محيطك دون إلغاء أو تجاهل أي طرف فالطرفين الشخصية والمجتمع لابد أن يكونا حاضرين في سلوك الإنسان واعتباراته دون أن يطغى أحدهما على الآخر .

بطبيعة الحال ربما هناك بعض القضايا يصعب تحقيق الانسجام فيها بين ما هو شخصي نتيجة تفكير وتأمل خاصة وبين ماهو عام يخص المجتمع لكن هذه القضايا قليلة ويمكن إيجاد طريقة للتعامل معها إلى حين تحقيق الانسجام لكن البقاء في حالة الصراع والتناقض هذا ما لا يجب أن يستمر .

أتمنى أن لا تكون عودتك لنفسك وعقلك وقلبك بنفس الظروف والأسس التي بناء عليها غادرتي نفسك وعقلك ، أخذي وقتك الكافي في تقييم مرحلتك الماضية ثم ابدئي من جداية دائما هناك فرصة :)

basees@bloggspot.com said...

لأول مرة أدخل هذه المدونة وقد أبهرني المستوى الفكري الرفيع الذي قلما أصادفه في عالم التدوين

أرجو الإستمرار في إثراء المدونة الكويتية بهذا الفكر المتقتح المستنير

ولك تحياتي

basees@bloggspot.com said...

بعد قرائتي لموضوعك مرة أخرى بتأني، أرجو أن تسمحي لي بهذه الملاحظة الإضافية البسيطة

"الحياة أبسط وأقصر من أن تجمدها في إطار واحد"

عبارة جميلة وفي عين الصواب، الحياة أقصر وأعز وأثمن مما يجرأ على أن يتخيله أغلبنا، إذ لايوجد هناك بديل مؤكد كتأكيدها الملموس المحسوس. ولهذا السبب، فالأولوية في مقامها الأول هي لراحة النفس وللسعادة فيها واتباع خطى مايمليه العقل، وكل اعتبار آخر يأتي ثانوياً أو ينحى جانباً وحتى لو رفعت الحواجب وازداد الهمس

تحياتي

حلم جميل بوطن أفضل said...

قرت عيون الطارق

S-Q8 said...

الطارق:

اولا شكرا على الترحيب و التعليق اللطيف
افرحني التعليق كونه اول تعليق بعد العودة :)

اتفق معاك على انه يجب ان يكون هناك تناغم و انسجام بين الفرد و المجتمع.. لكن في رأيي الشخصي،، المايسترو يجب أن يكون العقل!

basees:
الحياة أقصر وأعز وأثمن مما يجرأ على أن يتخيله أغلبنا

عبارة أجمل :)

شكرا على التعليق و انا جدا سعيدة ان المدونة نالت على اعجابك

حلم:
شكلك ياي اتحرش بالطارق يا صديقي القديم
على العموم.. بويه نبيك

Zeecu said...

لو ادري تعليقي راح يكون سبب لبوست جديد كنت علّقت من زمان!


Welcome back, and welcome to the light :)

الجاحظ said...

صراحة موضوع شائق و ماتع إلي أبعد الحدود ، و بالنسبة لي شخصيا موضوع كهذا يعتبر بيئة خصبة كي أدلو بدلوي و بعمق فاسمحي لي

أعجبتني كلمة قالتها الدكتورة فوزية الدريع ذات مرة ، تقول الدكتورة

عندما ذهبت للدراسة في أمريكيا كان هناك تعريف للإنسان السوي ، ينص على أن الإنسان السوي هو الإنسان الذي يملك مجموعة من الأخلاق و القيم ، و يتمتع بدرجة من الثقافة ، تقول الدكتورة أن هذا التعريف تغير في ذلك العام ليصيح الآتي : أن الإنسان السوي هو الإنسان الذي يستطيع أن يتكيف و يتعايش مع نمط مجتمعه
هذا الكلام هتك الستار عن معنى موجود في نفسي مسبقا لكني لم أوفق إلى تصويره بهذه الصيغة

لكن السؤال يبقى إذا كان هذا هو الإنسان السوي فمن هو الإنسان المميز؟
بنظري أن الإنسان المميز هو الإنسان الذي ينضوي تحت التعريف السابق و بنفس الوقت يستطيع أن يوصل فكره و قناعاته بطريقة سلسلة بعيدة عن الشذوذ و الاستهجان ، تجعل منه مثالا يُحتذي لا مثالا يُنتقد
فالإنسان الذي يُشهر فكرا مجردا في وجه مجتمع رافض ، و يسبح ضد التيار هو إنسان يفتقر إلى الذكاء الاجتماعي بالدرجة الأولي و الخبرة بالدرجة الثانية

اعذريني على الإسهاب ، و اعتقد أن قرار التوقف عن الكتابة هو قرار غير صائب بالكلية

دمت كاتبة و مفكرة

S-Q8 said...

Zeecu:
right comment at the right time ;)
thanks my friend :)

الجاحظ:
السباحة عكس التيار أحيانا هي ما تجعلك انسانا مميزا..
و اتفق معك في مسألة التوافق بين العقل و نمط المجتمع...
لكن للاسف الواقع و غرابة افكار المجتمع تمنع هذا التوافق احيانا.. فيكون امامك خياران.. اما ان تلغي عقلك ..او ان تتبعه..

و للتوضيح.. عندما ذكرت السير في الاتجاه المعاكس.. لم اعنيه من باب توافه الامور.. و لم آعنيه من منطلق العند او اثبات الوجود..

و اعتقد ان الانسان السوي هو فعلا الانسان الذي يتكيف؛ و لكن بعد أن يرضي ذاته بالدرجه الاولى باتباع عقله.. و بالطبع أن يفعل ذلك من دون التسبب في أذية أحد

شكرا على التعليق اللطيف

المرفأ said...

السلام عليكم ومبارك عليكم الشهر وتقبل الله أعمالكم
دعيني أعلق على جزئية صغيرة جدا من موضوعك "شهرين لأسأل نفسي مالذي أريده.. مالذي أحب أن أفعله.. و كيف
أحب أن أعيش ما تبقى من عمري
"
قال الامام علي عليه السلام" عليكم بتقوى الله ونظم أمركم"
فهذا جيد أن تفكري وتخططي للمستقبل وكل المشاكل والهموم في مقالتك تكمن في هذه الجملة في نظري القاصر
موضوع جميل ويمس شريحة كبيرة من المجتمع وفقك الله وأتمنى أن تستمري بهذا الاتجاه

S-Q8 said...

المرفأ:

علينا و عليك و كل عام و انت بخير

كلام معقول..و شكرا على المرور و التعليق

:)