Friday, February 22, 2008

حريات

قرارات و اختيارات... حيثما وجهت نفسك تجد نفسك واقفا لاتخاذ قرار ما. أتشرب شاي ام قهوة في الصباح؟ أترتدي هذا أم ذاك؟ أترد على مكالمة صديق تتحاشاه؟ أتكذب أم تعترف بحقيقة ثقيلة؟ أتضرب بقيم مجتمعك عرض الحائط و تفعل ما تريد؟ و إلى آخر قائمة القرارت الصغيرة و الكبيرة و التي تختلف من شخص لآخر و تختلف باختلاف الظروف

أحيانا يتفاجأ الناس بقرارات نتخذها و ذلك لجهلهم بخفايا انفسنا و الظروف الحقيقية التي تدفعنا لاتخاذ قراراتنا. فندخل في متاهات احكام الناس، و نظراتهم، و وشوشاتهم التي يحاولون دائما التأكد من انها تصل الى آذاننا. يحكمون دون مراعاة لمشاعرنا.. ظروفنا.. عقلياتنا.. و آلام قلوبنا

و لكن أحياناً أخرى، نحن من نتفاجأ بقراراتنا. قرارات نتخذها بأنفسنا و دون تأ ثير خارجي. قرارات نتخذها بعد تفكير و تحليل! نتفاجأ لأننا نستنتج في اللحظة التي نتخذ فيها القرار بأننا بعدنا أميالا عن ما كنا عليه، أو من كنا! في تلك اللحظة نشعر باننا و من كنا شخصان غريبان. ثم نبدأ بالمقارنة و التحليل.. كيف، و متى؟

هنا تبدأ مرحلة اختلال الموازين و الاحساس بالضياع. و قد يترجم هذا الاحساس خلال حياتك اليومية الى تصرفات عدوانية، او غير منطقية تعكس تذبذب و تشويش ذهنك. كل هذا قد ينتج عنه غضب غير مبرر، يليه ندم، يليه احساس بالكآبة، وقد يؤثر كل ذلك على علاقاتنا الاجتماعية و الانسانية. انها مرحلة البحث عن الذات. المرحلة اللتي يحاول فيها كل منا تحليل تعاليم و ارشادات و اوامر غرسها المجتمع فينا منذ الولادة. المرحلة اللتي تبدأ نفسك فيها بالتمرد على بعض التعاليم. وقد تكون هذه المرحلة مخيفة و عصيبة للبعض

نحن نعيش ايامنا على نفس النمط لسنين يختلف عددها من شخص لآخر. ولكن أحياناً يحدث ظرف يقلب حياتنا رأسا على عقب، و يفتح أعينينا. بعدها يختار –البعض- أن يسبح عكس التيار مطالبا بتوسيع آفاقه. و لكن يالهول تيار المجتمع العربي-الخليجي-الكويتي ان تجرأت و فعلت ذلك! لكن ما ذنبك ان اكتشفت يوما ان آراؤك و تفكيرك مختلف عن ما نشأت عليه و عم من حولك؟ ما ذنبك ان كان اختلافك، رغم عدم مساسه لحريات غيرك، مرفوض فقط لأنه غير مألوف؟ ماذنبك ان كبرت و اختلفت رؤيتك للحياة؟ هل تتخلى عن عقلك و رغباتك التي لا تمس غيرك بأذى فقط لأرضاء مجتمعك اللذي يناقض نفسه في أغلب الاوقات؟

نعيش حياتنا منذ و لادتنا محاطين بعائلة و مجتمع يغذون عقولنا لنتبعهم من دون تفكير. لكننا نكبر، و نرى، و نشعر، و نختبر الحياة بطرق مختلفة. فتتكون لنا آراء جديدة ،و تنحت شخصياتنا تبعا لقوة و اتجاه الريح التي تعصف بها الحياة في و جوهنا. و خلال تلك الرحلة الزمنية التي نبدأ فيها باستخدام عقولنا المحدودة، و نتفاجؤ فيها بانفسنا، نمر بمرحلة يائسة لفهم انفسنا و فهم الحياة. تلك المرحلة التي ترفض فيها ما غُرس فيك و لكنك ايضا ترفض "انت" الجديد و تتخوف منه. كل ذلك مغلف باحساس الندم الذي دُربنا على مر السنين ان نشعر به حال خروجنا عن المألوف! و كأنه لا يكفي أن نكون في نزاع فكري و نفسي بيننا و بين أنفسنا. بل يأتي المجتمع ببعض أفراده المنغلقين ليزيدونا تشويشا و ضياعاً

قد فارقت طفلة جسدي و لم اعد كما كنت. و تبدلت البراءة بواقع لم اكن اعرفه. وتعرفت على عالم غير العالم الوردي الذي ألفته تلك الطفلة. و قد تجرأت و قررت و اختلفت. لا اقولها مفتخرة و لا أجزم بصحة قراراتي فأنا تائهة أبحث عن ذاتي. و لكن يكفيني حزني و حالة الضياع و استغرابي من نفسي، فدعني ايها المجتمع في حالي. انا لست ضد العائلة و العادات و التقاليد و لست ضد الدين. و لكني أرفض تقييد عقلي بقيود بالية لا تنتمي للمنطق بشيء. و أرفض مجتمعا ينسى كل خير قدمته و أخلاق تحليت بها فقط لأني اختلفت معهم. و أرفض اي اتهام و تكفير فقط لأن شكلي الخارجي اختلف عن أصحاب العمائم و اللحى. و كذلك أرفض من يمجد في محاسني ثم يتهمني بفقداني لعقلي فقط لأني اختلفت معه فمثله لا يرى سوى قشوراً

لست مضطرة للشرح لأنها حرية شخصية. و لا اطالب الناس بالتفهم لاني احترم آراءهم. و لكني أطالب باحترام وجهات النظر و قرارات الناس و ان اختلفنا معهم. و ليدع كل منا الآخر ينعم بحياته من دو ن تنغيص. فالحياة فيها ما يكفي من مصاعب و آلام، فلا تأتي يا من تعشق الكلام و تتكلم عن الناس. و لا تأتي يا من اتخذت الدين عباءة لتتهم و تكفر. الكمال من صفات الرحمن و كل منا لديه نواقصه و آثامه. فقط اتركو الخلق للخالق فهو أعلم بما انفسهم. و ارحمو من في الأرض يرحمكم من في السماء

12 comments:

Salah said...

تساؤلات صعبة ومحيرة

في رحلة البحث عن الذات، قد يضطرب الانسان في التفكير ويخطأ في اتخاذ القرارات.

هل نستفيد من تجارب الاخرين؟ أم يعتبر هذا تقييد أيضا؟

أرى هذه التساؤلات صعبة للغاية

شكرا

S-Q8 said...

طبعا الخطأ وارد
لذا نسأل المقربين بمن فيهم العائلة عن النصيحة و المشورة. و الاخذ بالنصيحة او تركها بعد السؤال عنها من ضمن الحريات الشخصية
فانا لا اتكلم عن قرارات عشوائية تتخذ فقط لتحدي المجتمع، فلست سطحية او متسرعة
و احب التوضيح كما ذكرت في النص اني لست ضد العائلة و القيم و التقاليد
فهذه امور في اعتقادي يجب مراعاتها لدجة معينة
و طبعا لا اعيش في هذا الكون لوحدي و يجب علي مراعاة مثل هذه الامور
لكني كنت اتكلم عن امور محددة في المجتمع و التي تنغص حياة من يحاول فهم نفسه و العالم بطريقة مختلفة لا تؤدي لهلاكه او هلاك احد
و شكرا على المرور و التعليق

عاجـل said...

انطلقي


وقولي
لمون
نعناعة

S-Q8 said...

عاجل:
LOOOOL...
و الله هالدعاية فيها حكم

Anonymous said...

لامانع من سماع تجارب الأخير و ليس بالضروري الأخذ بنصيحتهم فلكل شخص وجهة نظر خاصة و شخصية مستقلة بحد ذاتها
لذلك من النعمه و المنطق إتباع ما يمليه عليك عقلك و تقيسه مع مبادئك و المنطق

atoona said...

Mo shay ghala6 ena elwa7ed questions the things we've been brought-up to believe (identity crisis). bl 3ax, its normal o0 it shows ena we're actually using our brains!.. o0 its Sad to hear about lazy pple that follow 'bedoon tafkeer'.. cuz its pple like this who make sure they spread their negative comments and 'yestifezoon' others, just bcuz they encounter different ideas than their own.. causing our society to be so rigid :|

wallah ya36ech el 3afya 7abebty 3ala hal na9! Mashallah u explained the "common sence" in a rational way. bas lel2asaf, common sence is not so common.

o ma agool ella keep 2 ur grounds o 6anesh te3ash ;*

Unknown said...

هذى بكل بساطة الحياة مو البراءة والواقعية من الطبعيى عملية انتقال الانسان

:)

موفقة لكل خير

S-Q8 said...

عتيج الصوف:
معاك حق

atoona:
7abebty ya fahmatny;*
this is what i was talking about..
how you question your self and the things you've been brought up to!!
i'm starting to doubt that i wasn't clear enough!
simply what i wanted to say was how you sometimes surprise your self with one decision that makes you think about your whole life! and how sometimes people don't mind their own business and start being all jugemental and nosy!!
yeah this what i do usually.. 6anesh ta3esh..
but sometimes i just have to say something :)

mshari:
اخوي مرحلة الانتقال هذه هي نفسها مرحلة الانتقال من براءة الطفولة و النظرة الوردية للحياة الى واقع يختلف من شخص لآخر. و هذه المرحلة تحدث في اي سن و قد تحدث فجأة او تستمر سنين
و عموما سبب ذكري لها كان مجرد توضيح شلون الواحد يتغير و تتغير افكاره معاه تبعا للامور اللي يشهدها
شكرا للتعليق
:)

Someday said...

Join the club!!
It’s not an easy journey, but by all means it’s worth it hon,
To know that you can think for yourself!
You are born in to this life, and now you are able to distinguish between right and wrong, so go ahead make the best for you and for others during the time you have on this earth, but keep in mind always, you still live here, and to enjoy thinking and making decisions will require of you to carry them through, and lovely ppl of this land, who have absolutely nothing to do, except sitting there and enforcing their “ideas” in to the life of practically every one, will keep on doing just that
Be strong, and with the hustles you face that by it self adds a flavor to your experience in life!!;) may god be with you my child

فتى الجبل said...

عزيزتي
اللي اعرفه ان الانسان لازم يحارب عشان الافكار اللي يؤمن فيها
بس هذا ما يعني ان احنا نعادي الكل

S-Q8 said...

someday:
you're absolutely right.. it gives flavour to life!
o akeed... i know you have to consider so many things in society coz you dont live alone here! and i do that... its only when it comes to certain things that i find people here are so rigid about only coz they're different or gheir ma2loofah!!
its normal el wa7ed yestaghreb min ay shay yedeed.. bas mato9al ltajree7.. this is what i wanted to say
thanx hon for your comment:*

فتى الجبل:
عزيزي فتى الجبل
مايبنى طاري العداوة لا سمح الله
و اكيد اذا فكرت و حاولت ففي ناس نفسك
و عموما الكلام كان لوم لفئة معينة و مو عداوة! كلمة حق تنقال للي يوقفون بويه اي احد يخرج عن عرفهم و انة كان في خروجه لا يأذي احد و لا يجرح احد

RLdVW said...
This comment has been removed by the author.