بلا قلب
أتسمع شيئا؟مُحق...! فأنا أيضا لا أسمع شيئا!ا
عندما يحاط المرء بظلال الردى و أشباح السقم، و عندما يغادر الأمل الدافئ القلب لتجتاح ثلوج الوحدة الروح.. عندها يشل الجسد و يتجمد القلب. قد تجمد القلب، ثم تهشم عند آخر صدمة، فأصبح غبارا انتثر في الهواء... و لم يبقَ منه شيء
أتذكر ذلك القلب؟ نعم، اذكره ايضاً. كان مفعماً بالحياة! كان ألد أعداء هذه الدنيا القاسية. كان كلما ازدادت الدنيا قساوةً عليه ازداد هواصراراً و تمرداً عليها ، و كان هو المنتصر في كل معركة. اما الآن.. فلم يعد غير ذكرى. لم تتعبه كثرة المعارك، بل أتعبه فراق الأحبة و غدر بعضهم. قد أتعبه الحزن و الألم الذي اجتاح عالمه حتى أفقده بريقه و عزمه.. قد استسلم حينما فقد الأمل
أتعلم ما أهمية الأمل؟ هو دفء هذا العالم و نوره. أتتخيل عالماً بلا نور أو دفء؟ هو كهف مظلم بارد. قد تاه القلب في ذلك الكهف. بحث كثيرا عن بصيص نور، لكنه لم يجد شيئا. تخبط كثيراً في الظلمة حتى أدمى .. لكنه لم يبصر نوراً. لم تكن هناك غير الوحدة .. اجتاحته و أحاطته بجناحين سلباه ما بقي من حيويته فاستسلم
ذلك القلب الذي عرفت كان كشجرة معطاء لا ينضب ثمرها. كانت تقف بكبرياء دون ان تعطي اشارة الى جروحها العميقة، لكن البرد قاسٍ و الظلمة موحشة. تلك الشجرة أبت أن تذبل او تلين، ولكن شيئا فشيئا تجمدت
أتدري متى يغادر الأمل القلب؟ عندما يرى قريب أحد تلك الجروح التي لا يراها البشر.فتفرح كطفل بريء لظنك أنك لست وحيداً في هذا العالم. لكن الأمل يرحل في اللحظة اللتي يغرس فيها ذلك القريب خنجره في احد هذه الجروح
أتعبته كثرة الخناجر التي لا تعطي جروحه الفرصة لتشفى. أتعبه البرد و أتعبته الوحدة.. فاستسلم. نبضاته تباطأت حتى نضبت، ثم تكومت الثلوج عليه و جمده الصقيع. و لكن... آخر ضربة كانت قاسية
أتعلم ما يحدث حينما تضرب قطعة جليد بقوة؟ تتهشم ! و قد تهشم و تحول الى فتات لا يمكن جمعه. و الآن هو بانتظار شمس الأمل لتشرق لعلها تذب جزيئاته المنتثرة... فتتشربها الأرض... و يعود الى جذوره... و يرقد بسلام
لذا أنا مثلك، لم أعد اسمع نبضات قلبي، فلم يبقَ منه شيء